mardi 21 décembre 2010

َالبنية النفسية للشعوب المستضعفة


عند استقراءنا للتاريخ , منذ بداية الكتابة إلى يومنا هذا , نرى أنه في كل حقبة زمنية يلمع نجم و يأفل آخر , نرى بلاد ما بين النهرين تعتلي عرش الحضارة ثم تليها شعوب أخرى كاليونان و الفراعنة لتبسط نفوذها و يبلغ إشعاعها آفاق العالم الرحب , كذلك اعتلى المسلمون في يوم ما عرش حضارة و لمع نجم الثقافة الإسلامية . من هنا نفهم قوله تعالى " وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاس" , إن الذين يدرسون التاريخ و يتعمقون في فهم سنن الله وتداول السلطة أو تداول الأيام وتاريخ تحولات المعرفة والسلطة يدركون آنذاك أسباب نصر و هزيمة و صعود و سقوط أي شعب من شعوب الأرض .

اليوم , يعتبر العرب المسلمون من الشعوب المستضعفة , و هذا ما يدعو إلى التساؤل عن أسباب تخلفنا عن ركب الحضارة الإنسانية و عجزنا عن سد الفجوة العلمية التي تفصلنا عن العالم المتقدم . و للأسف بدل البحث عن مكمن الداء و محاولة تجاوز هذا التخلف المريع , نرى قسم يروج إلى نظرية المؤامرة ( الصهيوأمريكية ) و تحميلها مسؤولية تخلفنا و يتغنى بأمجاد الماضي .

أولا : نظرية المؤامرة الماسونية , الغربية الصهيوأمريكية ضد الإسلام و المسلمين , هذه النظرية كثيرا ما تنشأ وتترعرع لدى الشعوب والمجتمعات المتخلفة ثقافيا والضعيفة العاجزة عن صنع الحلول، فهي أقصر الطرق لطرح الحمل عن الكاهل.

ثانيا : المرض بالغرب واحتمائنا بمظلة تراث الماضي في مواجهة حاضر جارح .

ثالثا : التغني بأمجاد الماضي : يعرض القرآن هذه المشكلة وهذا الداء في عبادة الأسلاف الذين يسميهم الآباء، لأن الفخر بالآباء وإنجازاتهم يحول بيننا وبين التمكن من رؤية الجولة القادمة أو اليوم الجديد الذي يداوله الله بين الناس .

هذا عرض سريع و مقتضب لآفات العقل العربي , سنقوم بمزيد التحليل و التعمق و النقد في مقالات قادمة .

ياسين

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Michel Onfray vs Freud


Vidéo proposée par Monsieur Buzz