jeudi 5 août 2010

تابو الخنزير


ارتبط الخنزير قديما بالتابو أي اندرج ضمنة قائمة طويلة من المحرمات و الحدود الإلهية التي لا يمكن تخطيها . و كان ذكره في الميثولوجيا القديمة دائما مقرونا بالشر و ذلك مثبت في أكثر من أسطورة . و ما يثير استغرابي أن جهابذة الإعجاز العلمي المزعوم يهللون و يصفقون معلنين أن القرآن فيه إعجاز علمي فيما يخص تحريم لحم الخنزير كما جاء في الآية " حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِه "
"إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالْدَّمَ وَلَحْمَ الْخَنزِير"
الدين الإسلامي ليس أول دين حرم لحم الخنزير , فقد سبقت الى ذلك الشريعة اليهودية التي أدرجت لحم الخنزير ضمن قائمة طويلة من اللحوم المحرمة . و ذلك حسب ما جاء في الأصحاح الحادي عشر من سفر اللاويين ". و الخنزير لانه يشق ظلفا ويقسمه ظلفين لكنه لا يجتر فهو نجس لكم. من لحمها لا تاكلوا وجثثها لا تلمسوا انها نجسة لكم. "
لماذا لحم الخنزير حرام في الدين اليهودي ؟ إليكم الأسباب دون ادعاء أي اعجاز .
يرمزالخنزير للشره فى الأكل والدنس والنهم. والخنزير يرمز لكثرة الكلام بسبب ضجيجه المستمر ولنهمه الدنس وتهوره فى العلاقات الجنسية بطريقة دنسه شهوانية فاسقة كما أنه يتمرغ فى الوحل. يأخذ فى الصراخ إذا جاع ولا يهدأ إلا لو نال أكله من جديد. له نابان قويان يضرب بهما خصمه وهو شديد المكر والشراسة يتظاهر بالهروب أمام مطارديه حتى إن كان مطارده يركب حصاناً فإذا ما تعب مطارده كر عليه راجعاً وضربه بنابه ليقتله. وكأن الوحى حين يمنع أكل الخنزير يمنع اليهودى عن مثل هذه التصرفات .
و ننتقل الآن الى الأسباب الميثولوجية لتحريم الخنزير في الأساطير القديمة . فحسب الميثولوجيا الفرعونية جاء أن الاله " ست " , اله الشر جرح وصرع الاله " حورس " , ابن الاله اوزيريس , وكان ست فى هيئة خنزير اسود عندما اقترف هذا الاثم الكبير . وهكذا يمكن ان نتصور مدى كراهية المصريين القدماء للخنزير قاتل ابن الاله المحبوب , وسبب الكراهية الاساسى فى هذه الاسطورة هو سبب دينى اسطورى فيه الخنزير رمزا لاله الشر او الشيطان او ست , وليس مجرد قذارة الخنزير .
أما في الأساطير الكنعانية يقول المفكر السوري فراس السواح في كتابه مغامرة العقل الأولى :" انتشرت عبادة بعل فى جميع انحاء سورية وآسيا الصغرى وكان اسمه يسبق بلقب " آدون " وتعنى السيد او الرب . وقد ناب هذا اللقب عن الاسم الاصلى وصار يعبد تحت اسم " ادون " او " ادونى " وخصوصا لدى فينيقي " بيبلوس " و " بانو " فى قبرص وهما المدينتان الرئيسيتان اللتان ازدهرت فيهما عبادة هذا الاله . الا ان تحويرا وقع على اسطورة بعل هنا . فالرب لم يمت فى صراعه مع " موت " وانما قام خنزير برى بافتراسه فى غابات لبنان اثناء الصيد ."
لنفس الأسباب تقريبا وقع تحريم الخنزير في الأسطورتين الكنعانية و الفرعونية . و كذلك سنرى في أسطورة أدونيس الإغريقية .
ففى الاسطورة اليونانية نجد ان ادونيس يقتل من قِبل الخنزير البرى وهو الحيوان المقدس لدى حبيبته افروديت واحد رموزها . وبذلك يكون ادونيس قد قتل من قبِل حبيبته بصورة غير مباشرة .
هكذا و من خلال أساطير الشرق الأدنى نتبين الأسباب الميثولوجية لتحريم لحم الخنزير و كراهيته و ذلك يرجع بالأساس الى اعتياد هذا الحيوان على قتل آلهتهم المحبوبة و كذلك فهو يرمز دائما لإله الشر أو الشيطان و يرتبط ذكره بالدناسة و الشهوانية و الجشع . إذا فباطلا نحاول إيجاد اعجاز علمي في تحريمه . و إلا فسيكون قدماء المصريين أحق بهذا الإعجاز من الدكتور زغلول النجار .

ياسين

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Michel Onfray vs Freud


Vidéo proposée par Monsieur Buzz