dimanche 12 décembre 2010

الإسلام و الإيمان : ملاحظة على كتاب " شوق " للدكتورة ألفة يوسف


بعد اطلاعي على كتاب " شوق " للدكتورة ألفة يوسف , أردت أن أقدم مداخلة بخصوص مفهومي الإسلام و الإيمان في القرآن الكريم . أولا , يجب تأكيد ما ذهبت إليه من حيث أن لا ترادف بين المصطلحات القرآنية , اذ لكل مصطلح دلالة خاصة به تشير الى معنى مخصوص . و عند تتبع كل من " الإسلام " و " الإيمان " في الآيات القرآنية , أمكن لنا اخراج كل مصطلح في سياقه .

الإسلام و المسلمون :

"إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ" الأحزاب 35. تبدو الآية جلية و واضحة في تصنيف المسلم و المؤمن كل على حدة .

"مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ" آل عمران 67.

"وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا" النساء 125.

نلاحظ هنا و في العديد من الآيات ارتباط مصطلح الإسلام و المسلمين بملة ابراهيم , و نعلم أن خليل الله لم تكن له شريعة آنذاك , بل اتباع ملة إبراهيم تقتضي الإيمان بالله و اليوم الآخر و نبذ الشرك و الإحسان في العمل .

"وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (111) بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ" البقرة، 111_ 112 . يقول الدكتور محمد شحرور قارئا لهاته الآيات :" فاليهود يحصرون الجنة باليهود، وما عداهم في النار، والنصارى يحصرون الجنة بالنصارى وما عداهم في النار، والتنزيل يعتبر ذلك كله أوهاماً منهم لا برهان عليها، ويصحح لهم أوهامهم بصراحة لا لبس فيها، قائلاً أن الجنة يدخلها كل من أسلم وجهه لله وهو محسن.
وتأتي أركان الإسلام الموضوعة لتقول: لا يقوم الإسلام إلا على التصديق برسالة محمد صلى الله عليه و سلم، وعلى الصلاة والزكاة والصيام والحج. وهذا هو الإسلام الذي لا يقبل الله، في زعمهم، غيره، ولا يدخل الجنة إلا أصحابه. ونسأل نحن: أليس هذا بالضبط ما قالته اليهود والنصارى، فتصدى لهم سبحانه في التنزيل؟
لقد تم اعتبار الصلاة والزكاة وصيام رمضان وحج البيت من أركان الإسلام. فإذا ما فتحنا التنزيل الحكيم، وجدناه يكلف المؤمنين بهذه الشعائر، وليس المسلمين." *

الإيمان و المؤمنون :

"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً" النساء 136.

"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآَمِنُوا بِرَسُولِه" الحديد 28.

"وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ" محمد 2.

المتأمل في هاته الآيات لن يخفى عليه ارتباط الإيمان دائما و أبدا بتصديق ما انزل على الرسول و من سبقه من الرسل , و يقتضي هذا التصديق الإيمان بالله و الرسل و الكتب و الملائكة و اليوم الآخر , و يجب أن يتبع هذا الإيمان الممارسات و الشعائر الطقسية من صلاة و زكاة و حج , و الآيات القرآنية الواردة و التي تقرن دائما الإيمان بممارسة الشعائر كثيرة , حيث أن إقامة الصلاة و إيتاء الزكاة و حج البيت مكتوبة على المؤمنين لا على المسلمين , و يمكننا ذكر بعض الآيات :

"إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا " النساء 103.

"قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَوَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ"المؤمنون 1، 4.

" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ" البقرة 183 .

فالإسلام إذا أعم و أشمل من الإيمان , فهو دين الله بالفطرة , و هذا حسب رأينا ما عناه الله بقوله "إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ" و بقوله "وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ" .

و خلاصة قولنا أن ليس كل مسلم مؤمن بالضرورة , أما المؤمن فهو مسلم , و حسب الدكتور شحرور فإن الإسلام هو الإيمان والتسليم بوجود الله وباليوم الآخر. هذا الإيمان هو رأس التقوى، وشهادة أن لا إله إلا الله هي تذكرة الدخول إلى عالم الإسلام. أركانه هي المحرمات الواردة نصاً في التنزيل الحكيم، ومن بينها الوصايا العشر (الفرقان) المذكورة في سورة الأنعام. و الإيمان هو التصديق بنبوات الأنبياء ورسالات الرسل كل في زمنه. فهناك مسلمون صدقوا بنبوة نوح أو هود أو موسى أو عيسى أو محمد وكلهم يؤمن بالله واليوم الآخر، رأس هذا التصديق بنبوة محمد هو شهادة أن محمداً رسول الله. أركانه هي الشعائرمن الصلاة، الزكاة، الصوم، الحج. و المسلمون المؤمنون هم من ينطقون بالشهادتين. بالأولى صاروا مسلمين، وبالثانية صاروا مؤمنين .

و في النهاية , أردت أن أقول للدكتورة أن الإيمان لا يقترن ضرورة بالروحانية , و الإسلام بعيد كل البعد عن الفقهي الطقوسي بما أنه أشمل و أعم من أن يشير فقط الى زمرة المؤمنين بمحمد عليه الصلاة و السلام . والله أعلم .

تحياتي الحارة

ياسين


المصادر و المراجع :

القرآن الكريم

الإسلام و الإيمان_ منظومة القيم : د.محمد شحرور

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Michel Onfray vs Freud


Vidéo proposée par Monsieur Buzz