L'Habit Ne Fait Pas Le Moine
أخذ معولا و قرطاسا و قلما , ثم انطلق يجوب المدينة منشدا بيتا لأبا القاسم الشابي : ليتني كنت حطابا *** فأهوي على الجذوع بفأسي .
كان يتجول بين الأزقة مختالا , لم ينتبه الى النظرات التي تلاحقه , همسات المارة و ضحكات الأطفال التي أخذت تعلو شيئا فشيئا بسبب مظهره الغريب , شعر مشعث ... شارب كث ... ذقن لم يحلق منذ أشهر و نظارات غليظة , بالإضافة الى المعول الذي يحمله بيمينة و الدفتر الذي يمسكه بشماله .
جلس في أول مقهى شعبي صادف طريقه حيث اعتاد أن يجلس غوغاء القوم ,,, وضع الدفتر على الطاولة و المعول على الأرض ثم طلب قهوة سوداء بدون سكر ,,, سحب غليونه الشبه فاخر و أخذ يدخن , يحضر النادل القهوة بعد لحظات و يقف ليسأله " سيد رشيد الم نعتدك بمثل هاته الحالة الرثة , ما خطبك ؟ " يجيب رشيد بصوت حانق " لو انشغلت بعملك لكلن أفضل لك من تطفلك هذا !!! " ... انسحب النادل دون أن ينبس ببنت شفة , و أخذ رشيد يداعب لحيته قائلا لنفسه " أحمق ... كيف لم يكترث لشاربي النيتشوي الكث , و شعري المشعث كأينشتاين , و لحيتي الماركسية_الداروينية , و نظاراتي التي تشبه نظارات سارتر ... اني اشبه العظماء حتى في ملامحهم ... لكن مقامي بين الحمقى كمقام المسيح بين اليهود , بلدي كأورشليم ... ترجم الأنبياء و تقتل المرسلين ... " ... أخذ يرتشف القهوة مبتسما ابتسامة زهو و طرب , كان واثقا من أنه على قدر من العبقرية و الذكاء مما سيجعل منه مفكرا فذا قادرا على صنع التغيير .
... في لحظة جنونية قبض على المعول و اعتلى الطاولة صائحا " سأحطم أصنامكم . أنا النبي المجهول , ليتني كنت حطابا , ليتني كنت حجارا , فأهوي على سخافاتكم بمعولي ... " و بحركة هستيرية هوى على الطاولة فأرداها حطاما و أحدث موجة من الفزع و الفوضى في المقهى .
,,, شرطة شرطة ... ألو ألو بوليس . يوجد مجنون بمقهى الشعب ...
... بعد يومين , تقرير من مستشفى الأمراض العقلية :
السيد رشيد مصاب بمرض عقلي يدعى ب"داء التشبه بالعظماء " سيبقى عندنا ممتثلا للعلاج الى أجل غير مسمى , شكرا .
ياسين
أخذ معولا و قرطاسا و قلما , ثم انطلق يجوب المدينة منشدا بيتا لأبا القاسم الشابي : ليتني كنت حطابا *** فأهوي على الجذوع بفأسي .
كان يتجول بين الأزقة مختالا , لم ينتبه الى النظرات التي تلاحقه , همسات المارة و ضحكات الأطفال التي أخذت تعلو شيئا فشيئا بسبب مظهره الغريب , شعر مشعث ... شارب كث ... ذقن لم يحلق منذ أشهر و نظارات غليظة , بالإضافة الى المعول الذي يحمله بيمينة و الدفتر الذي يمسكه بشماله .
جلس في أول مقهى شعبي صادف طريقه حيث اعتاد أن يجلس غوغاء القوم ,,, وضع الدفتر على الطاولة و المعول على الأرض ثم طلب قهوة سوداء بدون سكر ,,, سحب غليونه الشبه فاخر و أخذ يدخن , يحضر النادل القهوة بعد لحظات و يقف ليسأله " سيد رشيد الم نعتدك بمثل هاته الحالة الرثة , ما خطبك ؟ " يجيب رشيد بصوت حانق " لو انشغلت بعملك لكلن أفضل لك من تطفلك هذا !!! " ... انسحب النادل دون أن ينبس ببنت شفة , و أخذ رشيد يداعب لحيته قائلا لنفسه " أحمق ... كيف لم يكترث لشاربي النيتشوي الكث , و شعري المشعث كأينشتاين , و لحيتي الماركسية_الداروينية , و نظاراتي التي تشبه نظارات سارتر ... اني اشبه العظماء حتى في ملامحهم ... لكن مقامي بين الحمقى كمقام المسيح بين اليهود , بلدي كأورشليم ... ترجم الأنبياء و تقتل المرسلين ... " ... أخذ يرتشف القهوة مبتسما ابتسامة زهو و طرب , كان واثقا من أنه على قدر من العبقرية و الذكاء مما سيجعل منه مفكرا فذا قادرا على صنع التغيير .
... في لحظة جنونية قبض على المعول و اعتلى الطاولة صائحا " سأحطم أصنامكم . أنا النبي المجهول , ليتني كنت حطابا , ليتني كنت حجارا , فأهوي على سخافاتكم بمعولي ... " و بحركة هستيرية هوى على الطاولة فأرداها حطاما و أحدث موجة من الفزع و الفوضى في المقهى .
,,, شرطة شرطة ... ألو ألو بوليس . يوجد مجنون بمقهى الشعب ...
... بعد يومين , تقرير من مستشفى الأمراض العقلية :
السيد رشيد مصاب بمرض عقلي يدعى ب"داء التشبه بالعظماء " سيبقى عندنا ممتثلا للعلاج الى أجل غير مسمى , شكرا .
ياسين
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire