أثار المفكر المصري سيد القمني المتخصص في علم الإجتماع الديني ضجة بفكرة فريدة من نوعها بل يتيمة دهرها و سابقة لعصرها . اقترح الدكتور إنشاء كعبة في سيناء من أجل أ ن يحج إليها الناس من جميع الطوائف . قد تبدو الفكرة شاذة أول الأمر بسبب وقوع التباس في المفاهيم . فالسامع عند وقع كلمة " كعبة " في أذنه سيتخيل أن سيد القمني يدعو إلى التخلي عن كعبة مكة و استبدالها بكعبة سيناء . و بسبب سوء الفهم انتفض المسلمون يهاجمون الرجل و يطالبون بمقاضاته دون فهم جوهر فكرته و مدى سعيها إلى خلق تناغم و تفاهم بين أصحاب الديانات الإبراهيمية . و الآن وجب علينا توصيل فكرة الدكتور سليمة إلى عقل القارئ . فالقمني لم يدعو إلى بناء بديل لكعبة مكة بل نادى بإقامة صرح ديني بمنطقة سيناء و ذلك لدعم السياحة الدينية في مصر و استقطاب السياح من جميع الملل و النحل الإبراهيمية نظرا لأن كل من اليهودية و المسيحية و الإسلام يتفقون على أن الله كلم النبي موسى بالوادي المقدس طوى الواقع في سيناء . جاء بالكتاب المقدس : قال له الرب: "يا موسى! اخلع نعل رجليك لأن الموضع الذي أنت واقف عليه أرض مقدسة" و يوازيه قول القرآن الكريم : أن ياموسى اخلع نعليك إنك بالوادي المقدس طوى . إذا فالقمني أحسن إختيار الموقع و أصر على إحياء المنطقة و جعلها مزارا سياحيا و نقطة إلتقاء للديانات الموحدة . أحييك يا دكتور القمني على فكرتك الجميلة بغض النظر عن معتقدك و أرجو من السلطات المصرية أن تسعى إلى جعل حلمك حقيقة ... سيناء تغير مسار الحجيج بدل شد الرحال إلى حائط المبكى أو كنيسة القيامة أو مكة المكرمة
ياسين
ياسين
